كيف أصبح رجل من وينيبيغ كبير الدبلوماسيين لميليشيا سودانية متحاربة
برز كندي عاش في وينيبيغ لمدة 14 عامًا باعتباره الوجه الدبلوماسي لقوة شبه عسكرية سودانية متهمة بارتكاب جرائم قتل و اعتداءات جنسية و فظائع أخرى
Geoffrey York | كتب بواسطة جيوفري يورك
يتنقل يوسف إبراهيم إسماعيل الذي درس حل النزاعات في جامعة وينبينغ من مدينة إلى أخرى عبر أوروبا و إفريقيا في سعيه لتحسين صورة قوات الدعم السريع السودانية المثيرة للجدل في الحرب التي اندلعت هذا العام.
حظي السيد يوسف بلقاءات مع كبار المسؤولين في فرنسا و رؤساء كينيا و أوغندا، و جنوب السودان من بين آخرين.
يعد السيد إسماعيل البالغ من العمر 49 عامًا أحد القادة الرئيسيين لحملة العلاقات العامة الواسعة النطاق التي تقوم بها قوات الدعم السريع و التي شملت في السنوات الأخيرة وجماعات ممولة بملايين الدولارات و طوفانًا من رسائل وسائل التواصل الاجتماعي و رسائل البريد الإلكتروني الدعائية اليومية.
تُتهم قوات الدعم السريع و منافسها الجيش السوداني على نطاق واسع بقتل مئات المدنيين في قصف عشوائي من المدفعية و غيرها من الأسلحة الثقيلة غالبًا في مناطق حضرية مكتظة بالسكان منذ تفجر الحرب في منتصف أبريل/نيسان.
قد أدى صراعهم على السلطة إلى تدمير البلاد، مما أدى إلى منع معظم المساعدات الإنسانية و أدى إلى ارتفاع حاد في الجوع و إجبار أكثر من 2.5 مليون شخص على النزوح من منازلهم.
قد اتُهمت قوات الدعم السريع على وجه التحديد بارتكاب أعداد كبيرة من الاعتداءات الجنسية و القتل و النهب على نطاق واسع لمئات المنازل و وكالات الإغاثة و السيطرة على المستشفيات و العيادات بالإضافة إلى التحالف مع الميليشيات العربية في دارفور لارتكاب هجمات واسعة النطاق ضد مجتمعات السكان غير العرب.
على وسائل التواصل الاجتماعي، أعرب العديد من السودانيين عن غضبهم من استخدام السيد إسماعيل جواز سفره الكندي للسفر عبر أوروبا و إفريقيا للترويج لرواية قوات الدعم السريع من الحرب، لقد وصفوه بأنه مروج لمجرمي الحرب فيما ينفي السيد إسماعيل هذا الاتهام.
منذ بداية الحرب، أجرى السيد إسماعيل مقابلات إعلامية و قام بالضغط على المسؤولين الأجانب أثناء عمله كمستشار كبير لقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي" و هو صديق قديم ارتاد معه المدرسة الابتدائية ذاتها في قرية بشمال دارفور.
قال السيد إسماعيل لصحيفة “ذا جلوب أند ميل” في مقابلة هاتفية أثناء توقفه في إثيوبيا خلال جولته: "علاقتي مع حميدتي أكثر من مجرد عمل، لقد ذهبنا إلى المدرسة معًا في الصف الأول، لقد نشأنا في نفس المنطقة و نحن أصدقاء منذ الطفولة".
عندما كان شابًا كان السيد إسماعيل محاميًا و ناشطًا سياسيًا في السودان، لكنه فر إلى مصر بعد تعرضه للاعتقال و التعذيب على يد قوات الأمن في السودان. في عام 2003 جاء إلى كندا كلاجئ في وينيبيغ.
بعد عام 2007 عمل في و ظائف غريبة كسائق سيارة أجرة و موظف في محطة وقود بينما كان يحصل ببطء على شهادته الجامعية. لا يزال طفلاه في المدرسة في وينيبيغ اليوم.
قبل عامين انخرط في محادثات بعيدة المدى مع الجنرال دقلو، بما في ذلك مناقشات حول الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021 و الذي يقول إنه يعارضه. "قال حميدتي: إذا كنت تريد تقديم المشورة، فتعال و اعمل معي في المكتب و سأستمع إلى نصيحتك، لكن لا تتصل بي من كندا و تخبرني بما يجب أن أفعله". لذلك قبلت العرض.
يقول السيد إسماعيل إن مقاتلي قوات الدعم السريع ربما ارتكبوا "بعض الانتهاكات" خلال النزاع لكنه يروج نظريات مفصلة للدفاع عن المقاتلين، مدعيا أن المخابرات العسكرية السودانية وضعت أكثر من 10 آلاف مرتزق في زي قوات الدعم السريع و أطلقت لهم العنان للهجوم على المدنيين "لتسبب رد فعل سيئ من الشعب السوداني" و تشوه صورة القوة.
بينما يصر السيد إسماعيل على أن قوات الدعم السريع تتخذ خطوات لتقليل الانتهاكات، بما في ذلك إنشاء "قوة حماية مدنية" و خط هاتفي ساخن لشكاوى المدنيين. "يحاول المقاتلون أن يتعلموا كل يوم القيام بعمل أفضل، و لكن هناك فوضى في الخرطوم."
يقول إن جهوده الدبلوماسية ضرورية، لأن الإسلاميين في الجيش حشدوا وزارة الخارجية السودانية و السفارات لنشر دعايتهم في الخارج. "نحن نواجه آلة؛ النظام بأكمله يحاول إرسال معلومات كاذبة إلى العالم. يريدون البقاء في السلطة حتى إجراء الانتخابات و لا أحد يعرف متى ستكون تلك الانتخابات".
تتمتع قوات الدعم السريع بتاريخ طويل في تلميع صورتها و تصوير نفسها كقوة ديمقراطية، على الرغم من أن جذور الميليشيا سيئة السمعة التي تتخذ من دارفور مقراً لها و المعروفة باسم الجنجويد، و التي اتُهمت بارتكاب جرائم حرب ضد المتمردين و القرويين.
خلال حملة وحشية ضد التمرد نيابة عن الجيش السوداني في أوائل العقد الأول من القرن الحادي و العشرين. و بعد أن أعادت تسمية نفسها باسم قوات الدعم السريع و أصبحت أكثر اندماجا في الحكومة نمت ثرواتها من مخططات تجارة الذهب مع روسيا و من تجنيد مقاتلين للإمارات العربية المتحدة و المملكة العربية السعودية خلال الحرب في اليمن.
أصبح قائدها الفريق أول دقلو نائبا لزعيم النظام العسكري السوداني في عام 2019 بعد الإطاحة بالديكتاتور السابق عمر البشير و سرعان ما وقع عقدًا بقيمة 6 ملايين دولار مع شركة Dickens & Madson الكندية تعهدت فيه الشركة بتلميع الصورة الإعلامية للنظام و تعزيز علاقاته مع الولايات المتحدة و روسيا و المملكة العربية السعودية.
مع ذلك، فإن جهود العلاقات العامة التي تبذلها قوات الدعم السريع لا يمكنها إخفاء الأدلة المتزايدة على انتهاكاتها العنيفة. و في تقرير هذا الأسبوع وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش التطهير العرقي الذي تمارسه قوات الدعم السريع و الميليشيات العربية المتحالفة معها في دارفور، و قال التقرير: "ارتكبت قوات الدعم السريع و الميليشيات عمليات نهب و إحراق واسعة النطاق، فيما هاجمت البنية التحتية المدنية الحيوية، بما في ذلك مخيمات النازحين و المستشفيات والأسواق".
وصف إريك ريفز الخبير الأمريكي في الشأن السوداني في معهد “ذا ريفت فالي” و مقره أفريقيا جولة السيد إسماعيل في عواصم العالم بأنها "غريبة
و قال لصحيفة ذا جلوب إن هذه نتيجة محتملة لامتلاك الجنرال دقلو أموالا أكثر مما ينفق. و أضاف أن الحملة الدبلوماسية قد تعكس نصائح من أنصار قوات الدعم السريع في الإمارات العربية المتحدة. "لكن لا يمكن لأي شخص يعرف أي شيء عن حميدتي و قوات الدعم السريع أن يعتقد أنهما مرشحان لأي نوع من الخلاص أو إعادة التأهيل"